اتصل بنا
 

 (خطابات النواب)..ستة مفاتيح في جيب الرئيس لـ(بوابة) الثقة

نيسان ـ نيسان ــ محرر الشؤون البرلمانية ـ نشر في 2016-11-21 الساعة 09:48

x
نيسان ـ

ليس في ظن رئيس الوزراء د. هاني الملقي خسارة مواجهته الأولى للنواب، ولا يقلقه ــ وفق مصادر نيابية ــ حجم ونسبة الثقة التي سيحصل عليها ما دامت الثقة في جيبه، لكنه يسعى للحصول على ثقة أكبر مما يتوقعها احد، ولهذا فهو وفريق حكومي اختير بعناية يواصل اتصالاته بالنواب على انفراد أو بمجموعات، ومن المرجح ان تنشط تلك اللقاءات والاجتماعات في الأيام القليلة المقبلة التي تتخللها جلسات مناقشة الثقة ببيانه الوزاري.

مجلس النواب يطلق عصر اليوم الأحد صافرة انطلاق ماراثون مناقشات الثقة بحكومة د. الملقي وسط تكهنات ومعطيات تشير الى أن الخطاب النيابي سيكون ناقدا ومن المؤكد انه سيكون حادا في بعض مفاصله، لكن كل تلك الخطابات ذات النبرات العالية والصوت المرتفع لن تؤثر كثيرا على توجهات النواب لمنح ثقتهم للحكومة.

وللرئيس الملقي أسبابه ودواعيه للاطمئنان الى ان الثقة في جيبه وستبقى، واول هذه الأسباب ما اكد عليه جلالة الملك في خطبة العرش، من حيث بقاء الحكومة في الرابع طالما النواب في العبدلي، أي اربع سنوات شمسية دستوريا، وهذا دعم ملكي لحكومة الملقي حصل عليه مبكرا، عندما اجل الملك انعقاد الدورة العادية ليمنح الحكومة الجديدة مساحة زمنية واسعة تكفل لها تعبيد الطريق في علاقتها المستقبلية مع النواب والمجلس الجديد، الذي يضم في عضويته 75 نائبا جديدا، فضلا عن وجود تيارات نيابية داخل المجلس الجديد لن تسمح بحصول الحكومة على ثقة سهلة تنالها على طبق من ذهب، وسجادة من حرير.

والسبب الثاني ان الرئيس الملقي يدرك تماما ان مجالس النواب على اختلافها وتنوعها لم تجرب بالمطلق حجب الثقة عن حكومة، حتى عندما وصل حد الخلاف بين حكومة د. عبد الله النسور والمجلس النيابي السابع عشر السابق وذهب النواب للتصويت على حجب الثقة، خرجت حكومة د. النسور منتصرة وفي جيبها ثقة ثانية جديدة ومجانية، وبالتاي فان د. الملقي لا ينظر كثيرا لمثل هذه المخاطر، فلا مفاجأت البتة في جلسات التصويت على الثقة بالحكومات او حتى على الوزراء منفردين.

والسبب الثالث ان د. الملقي نجح وفريقه الحكومي في تحشيد النواب خلف الحكومة، من خلال سلسلة اللقاءات التي جمعت الحكومة، والنواب خلال الأيام الطويلة الماضية، فقد كانت الإجتماعات المسائية على مآدب العشاء والغداء بعيدا عن الأضواء كافية للتأثير على توجهات النواب نحو منح الثقة للحكومة تحت مسميات ومعايير شتى تصب جميعها في جيب الحكومة.

والسبب الرابع ان د. الملقي نفسه استفاد كثيرا من مقولة ان من يحجب الثقة عن الحكومة لن يحصل على امتيازات وخدمات تعود بالنفع على الناخبين، وهي المقولة التي كرسها د. النسور في حكومته السابقة، وتعامل النواب معها باعتبارها حقيقة واقعة لا تقبل الجدال او الاخذ والرد.

والسبب الخامس ان غالبية النواب في المجلس الثامن عشر الحالي يحملون توجهات خدماتية وليست سياسية بالدرجة الأولى، وهو ما يظهر جليا في خارطة الميول النيابية، ولن تكون للمعارضة أية ادوار تأثيرية ضد الحكومة، مما منح الحكومة فرصة ذهبية لبناء لوبي نيابي يرتبط بها مصلحيا وخدماتيا، ولن يتوقف دور هذا اللوبي عند الثقة بل سيتعداها الى أدوار اخرى، ربما اكثر خطرا، عندما تصدر الحكومة قراراتها الإقتصادية ورفع الأسعار وفرض ضرائب جديدة، إذ سيقوم هذا اللوبي او الجدار الاستنادي او واقي الصدمات بدوره في الدفاع عن الحكومة، وتسهيل مهمتها، وهو ما تريده الحكومة من اللوبي النيابي.

والسبب السادس أن د. الملقي يدرك تماما ان سلطة المعارضة ومساحتها داخل المجلس النيابي الجديد، هي سلطة محدودة وبمساحة محاصرة لن يكون لها أي تأثير على توجهات النواب سواء في منح الثقة او حجبها، او فيما يتتخذه من إجراءات لاحقة؛ ما سيبقي معسكر المعارضة النيابية محاصرا في خطاباته التي سيوجهها للشارع وللناخبين ولن تاخذها الغالبية النيابية مأخذ الجد ولن تتأثر بها.

حكومة الكتور الملقي وهي تتجه عصر هذا اليوم لأول مواجهة مع مجلس النوب لن تخضع لسلطة الحيرة والخوف والرجاء، فقد تجاوزت هذه المشاعر مبكرا، وإنما تذهب وتعمل للحصول على ثقة عالية ربما من اجل ان تنافس بها حكومة سمير الرفاعي بالرغم من ان الحكومة لم تتحدث في هذه الطموحات مطلقا ولم تشر اليها من قريب او بعيد.

المشكلة الأساسية لن تكون داخل الحكومة وإنما من النواب أنفسهم فهناك سباق نيابي محمود لمن يمنح الثقة أولا، وهو ذات المشهد الذي تمتعت به حكومة سمير الرفاعي في مجلس 16، وفي النتيجة كان مجلس النواب الخاسر الأكبر من تلك المواجهة التي عجلت برحيله وبرحيل حكومة الرفاعي التي اقيلت بعد 40 يوما، من حصولها على اعلى ثقة في تاريخ المجالس النيابية بسبب تسابق النواب وليس بضغط من الحكومة.

ويببقى التأكيد على ان د. الملقي سيدخل قمة مجلس الأمة عصر اليوم وهو مطمئن تماما إلى ان الثقة لا تزال في جيبه، وان كل ما قاله عن رفع الأسعار وسياساته الإقتصادية المقبلة، والملفات الساخنة مثل المناهج والغاز كانت مجرد العاب الكترونية اخترعها الإعلام ولم يؤمن النواب بها.

نيسان ـ نيسان ــ محرر الشؤون البرلمانية ـ نشر في 2016-11-21 الساعة 09:48

الكلمات الأكثر بحثاً